چاپ کردن این صفحه

الدرس الخامس: صلاحيات الولي الفقيه

الدرس الخامس: صلاحيات الولي الفقيه

لا شك أن الصلاحيات يجب أن تتناسب مع المهام الملقاة علی عاتق الإنسان، بالشكل الذي يسهل عليه تنفيذ هذه المهام.

من هنا فمن الطبيعي أن تكون للولي الفقيه سلطة وصلاحيات، واسعة باعتباره رأس الهرم في النظام الإسلامي. وإذا أردنا أن نحدد هذه الصلاحيات ضمن عناوين واضحة، فيجب أن نلجأ إلی مقتضيات المهام الملقاة علی عاتقه من جهة، وإلی الأدلة الشرعية التي تشير إلی صلاحيات الحاكم في الإسلام، من خلال الروايات

التي تشير إلی ذلك كالرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا بد للناس من أمير بر أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل، ويجمع بها الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي حتی يستريح به بر ويستراح من فاجر"1.

أو من خلال السيرة المباركة للنبي صلی الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام.

وبملاحظة هذه الأمور نصل إلی عناوين أساسية تمثل مهام الولي وسلطته، وهي:

الأول: حفظ الدين وهو أعظم الواجبات علی الولي الفقيه. فهو إنما يريد إدارة المجتمع عبر هذا الدين وأحكامه فلا بد من حفظ معالمه.

الثاني: إدارة الدولة والمؤسسات وتوجيه الناس بالشكل الصحيح الذي يكفل تحقيق الأهداف والمصالح ودفع الأخطار والمفاسد.

الثالث: وظيفة القضاء وفصل الخصومات، فتعيين القضاة يكون بإمضائه وإقامة الحدود والتعزيزات بناء لتصديه.

الرابع: السلطة علی الأموال الشرعية من الخمس والزكاة والأنفال، وتحديد مواردها وأولويات الصرف.

الخامس: اتخاذ القرارات العسكرية من السلم والحرب وقيادة القوات المسلحة، وهو المسؤول عن تحصين الثغور وتجهيز هذه القوی لحمل مسؤولية الدفاع عن بلاد المسلمين.

الدائرة الخارجة عن صلاحيات الولي الفقيه:

هناك بعض الأمور التي ترتبط بالمعصوم بما هو معصوم، ولا تتعداه إلی غيره، فما ثبت أنه من مختصات المعصوم لا يتعداه إلی غيره، ولذا نجد أن الإمام الخميني قدس سره يلتزم بالاحتياط بشأن إقامة صلاتي العيد في الفطر والأضحی ويفتي بإتيانها فرادی أو جماعة برجاء مطلوبيتها وذلك لأن إمام الصلاة في صلاة العيد هو شخص الإمام المعصوم.


وكذلك الحال في مثل الجهاد الابتدائي في عصر الغيبة، فقد اعتبر الإمام الخميني قدس سره أن ذلك من مختصات المعصوم ولا يمكن القيام به إلا في حال حضوره. وما نقوم به في زمن الغيبة هو الجهاد الدفاعي الذي لا يختص بالمعصوم.
________________________________________
1- نهج البلاغة، خطبة 40.

 

این مورد را ارزیابی کنید
(0 رای‌ها)